12/22/2011

كيفية تنمية قدرتك على حل المشاكل

nuancier peinture


يقدم هذا الكتاب لك نصائح عملية بخصوص كيفية تنمية قدرتك على حل المشاكل ، فهو سيساعدك على أن : 
تدرك المراحل المختلفة لحل المشكلة ، و تتعلم أن تكون أنت أكثر منهجية في عملك . 
• تعرف كيف يمكن إعاقة قدراتك الطبيعية ، و تتعلم التغلب على هذه المؤثرات المعيقة . 
• تحدد و تعرف المشاكل بفعالية أكثر . 
• تتعلم أساليب محددة للمساعدة في حل لأنواع مختلفة من المشاكل . 
• تولِّد مجموعة كبيرة من الحلول الممكنة . 
• تقيِّم الحلول بموضوعية لتحدد أكثرها فاعلية . 
• تضمن تنفيذ الحلول بشكل مناسب . 

أهمية تنمية القدرة على حل المشاكل 
إن تنمية قدرتك على حل المشاكل عملية مفيدة من عدة نواحٍ ، إذ أنك ستصبح قادراً على أن : 
• تتنبأ بمشاكل محددة ، و تتخذ إجراء وقائياً . 
• تحل المشاكل بسرعة وبجهد أقل . 
• تقلِّل من التوتر . 
• تنمِّي أداءك في العمل وعلاقاتك مع الزملاء . 
• تصنع فرصاً وتستغلها . 
• تحل المشاكل الأكثر إلحاحاً . 
• تمارس السيطرة أكثر على النواحي الرئيسة أو الحيوية في حياتك. 
• تحقق مزيداً من الرضا الشخصي . 

الفصل الأول : المشاكل وكيفية حلها 
عملية حل المشكلة 
عملية حل المشكلة تتم على خمس عمليات رئيسة ، و هي : 
أولاً : تمييز المشكلة وتحليلها 
يمكن أن تمر المشاكل دون أن نلحظها مالم نستخدم أساليباً مناسبة لاكتشافها ، وعندما يتم اكتشافها فإننا نحتاج إلى إعطائها إسماً أو تعريفاً مؤقتاً لمساعدتنا في تركيز بحثنا عن مزيد من المعلومات المتصلة بها ، ومن خلال هذه المعلومات يمكننا أن نعد وصفاً أو تعريفاً صحيحاً لها . 

ثانياً : تحليل المشكلة 
نحتاج إلى فهم المشكلة قبل أن نبحث عن حلول لها ، ومالم يتم ذلك فإن الجهود اللاحقة التي سنبذلها لحلها يمكن أن تقودنا في الاتجاه الخطأ ، وتتضمن عملية تحليل المشكلة جمع كل المعلومات ذات الصلة بها ، وتمثيلها بطريقة ذات معنى لكي يتسنى لنا رؤية العلاقات بين المعلومات المختلفة . 

ثالثاً : وضع حلول ممكنة 
يتضمن وضع الحلول الممكنة تحليل المشكلة للتأكد من فهمها تماماً ، ومن ثم وضع خطط عمل لمعالجة أية معوقات تعترض تحقيق الهدف ، ويتم تطوير الحلول العملية من خلال عملية دمج وتعديل الأفكار ، وهناك العديد من الأساليب المتوفرة للمساعدة في إنجاز هذه العملية ، ويجب أن تتذكر أنه كلما كان لديك عدد أكبر من الأفكار لتعمل عليها كانت فرصتك لإيجاد حل فاعل أفضل . 

رابعاً : تقييم الحـلول 
إذا كانت هناك مجموعة من الحلول المحتملة للمشكلة ؛ فعليك أن تقيِّم كلاً منها على حدة مقارناً بين نتائجها المحتملة ، ولهذا فإنك تحتاج إلى أن : 
• تحدد صفات النتيجة المطلوبة بما في ذلك القيود التي يجب أن تراعيها . 
• تطرح الحلول التي لاتراعي القيود المفروضة . 
• تقيِّم الحلول المتبقية بالنسبة للنتيجة المطلوبة . 
• تقيِّم المخاطر المرتبطة بالحل الأفضل . 
• تقرر الحل الذي ستنفذه . 

خامساً : تنفيذ الحل الذي اخترته 
يتطلب تنفيذ الحل خطة تحتوي أموراً مهمة منها : 
1- الإجراءات المطلوبة لتحقيق الهدف . 
2- المقاييس الزمنية . 
3- المصادر اللازمة . 
4- تتضمن الخطة أيضاً طرقاً للتقليل من المخاطر إلى أدنى حد ممكن ولمنع الأخطاء . 
5- تتضمن أيضاً إجراءات علاجية في حالة عدم سير أية مرحلة على النحو المخطط لها . 
وأثناء التقدم في عملية التنفيذ تفقد باستمرار الإجراءات المتخذة ، وقارنها بالنتيجة المتوقعة ، وأي انحراف عن المعيار المتوقع يجب أن يعالج بصورة سريعة . 
وعندما يستكمل التنفيذ تتم مراجعة مدى النجاح الكلي للحل ، وقد تكون هناك حاجة لمزيد من الإجراءات إذا لم يتم تحقيق الهدف . 

الفشل في حل المشاكل بفعالية 
تشمل الأسباب التي تجعل الأفراد سيفشلون في إيجاد حلول فاعلة ما يلي : 
• عدم اتباع المنهجية . 
• عدم الالتزام بحل المشكلة . 
• إساءة تفسير المشكلة . 
• الافتقار إلى معرفة بأساليب ( تقنيات ) وعمليات حل المشكلة . 
• عدم القدرة على استخدام الأساليب بفعالية . 
• عدم استخدام الأسلوب المناسب لمشكلة معينة . 
• عدم كفاية المعلومات ، أو عدم صحتها . 
• عدم القدرة على دمج التفكير التحليل بالتفكير الإبداعي . 
• عدم القدرة على ضمان التنفيذ الفاعل . 

الفصل الثاني : المعوقات النفسية للحل الفاعل للمشكلة 
أولاً : الإدراك 
هناك معوقات قد تظهر عندما لاندرك المشكلة ، أو المعلومات اللازمة لحلها بشكل صحيح ، وتشمل هذه الصعوبات مايلي : 
1. رؤية ما نتوقع أن نراه فقط ، بحيث نغفل عن احتمالية رؤية الغير للحل الصحيح للمشكلة ، والذي غاب عن نظرنا . 
2. عدم إدراك المشكلة بشكل فاعل ، حيث نميل إلى التسرع في حل المشكلة بناء على ما نلحظه من أشياء واضحة فحسب دون بذل الجهد إلى ما هو أكثر من ذلك ، مما يؤدي إلى نقص في المعلومات ، الأمر الذي يؤدي بنا عدم الفهم الصحيح للعلاقة بين الأجزاء المختلفة للمشكلة . 
3. تنميط ( قولبة ) المشاكل بمعنى استخدام مسميات غير مناسبة ، فعلى سبيل المثال ربما يكون هناك أكثر من سبب لعدم استلام شيك من عميل يتأخر غالباً في السداد ، فلربما يكون السبب عدم إصدار فاتورة له ، أو أن الفاتورة لم تصل ، أو ربما يكون شيك العميل فُقِد في البريد ... ، وعليه من الخطأ أن نساوي تلقائياً عدم الاستلام بعدم الدفع . 
4. عدم رؤية المشكلة طبقاً لأبعادها الحقيقية ، فنقوم بالاعتماد على المعلومات الجزئية ، ونهمل المعلومات الكلية التي تجلِّي لنا حجم المشكلة وأبعادها . 

وسوف تساعدك الخطوات البسيطة التالية من رؤيتك للصورة كاملة ، وهذه الخطوات هي : 
أ- ضع أنظمة وإجراءات تنبهك إلى المشاكل والفرص المحتملة . 
ب- لا تعتمد على مقاييس غير واضحة وفردية . 
ج- حدِّد المشاكل وحلها بدقة متأكداً من جمع كل المعلومات ذات الصلة . 
د- تأكد إن كنت استخدمت معلومات غير صحيحة ، أو وضعت افتراضات بشأن ماله صلة بالمشكلة وما ليس له صلة بها . 
هـ- اطلب وجهات نظر الأشخاص الآخرين . 
و- استخدم التمثيل البياني للمشاكل لتوضيح العلاقة بين الجوانب المختلفة للمشكلة . 
ز- راجع بانتظام الوضع الحالي . 

ثانياً : التعبير 
يمكن أن تشمل الصعوبات المتعلقة بالتعبير مايلي : 
• عدم القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل مناسب . 
• استخدام اللغة الخاطئة في العمل على حل المشكلة . 
• عدم المعرفة بتطبيقات اللغة . 

ونستطيع أن نتخذ بعض الخطوات لتحسين قدراتنا التعبيرية فمثلاً يمكنك أن : 
1. تحدد أي اللغات التي ستساعدك على الأرجح في حل مشكلة معينة . 
2. اطلب مساعدة خبراء في المشاكل التي تنطوي بالضرورة على لغة لست طليقاً فيها . 
3. حاول استخدام لغات أخرى عدا اللغات المعيارية كأن تستخدم مثلاً لغة بصرية بدل لغة الكلمات ، أو أن تستخدم لغة الجداول بدل بيانات الخام . 
4. تتأكد من تكيُّفك مع مستوى فهم الجمهور ، وأن تستخدم معه لغة مناسبة عند شرحك لأفكار معينة . 

ثالثاً : الانفعال ( العاطفة ) 
يمكن أن يسبب لنا تكويننا الانفعالي صعوبات عندما يتعارض مع احتياجات حل المشكلة ، ونضرب بعض الأمثلة على ذلك : 
• الخوف من ارتكاب أخطاء أو الظهور بمظهر الغبي أمام الناس وخاصة لو كانوا من الزملاء ، ونتيجة لذلك فإننا نميل إلى وضع أهداف سهلة متجنبين خطر الفشل . 
• عدم الصبر ، حيث أن رغبتنا في التقليل من القلق من خلال إضفاء نظام على الموقف ، أو رغبتنا في كسب تقدير من خلال إحراز النجاح يمكن أن يجعل صبرنا ينفد أثناء حل المشكلة ، والعاقبتان الرئيسيتان المترتبتان على ذلك هما : الميل إلى التشبث بأي حل معروض دون إجراء تحليل كاف للمشكلة ، والميل إلى رفض الحلول أو الأفكار غير المألوفة بشكل غريزي تقريباً . 
• تجنب القلق أو التوتر ، فمثلاً يكره بعض الأشخاص التغيير بشدة ؛ لأنه ينطوي على عدم اطمئنان يمكن أن يهددهم .
• الخوف من المجازفة . 

وهناك الكثير من الخطوات العملية التي يمكنك أن تتخذها من أجل الحد من آثار الانفعال منها : 
1. افحص بشكل تحليلي الأفكار والأساليب الموجودة . 
2. تقبل الحقيقة ، وهي بأنك متى ما كنت تسعى إلى طرق جديدة وأداء أفضل لشيء ما ؛ فإنه لابد من حصول أخطاء . 
3. تذكر بأن العديد من الأشخاص يلاقوا السخرية والاستهزاء على جهودهم وحلولهم ، ثم عُرفوا بعد ذلك باختراعات عظيمة . 
4. إذا كنت مازلت تخشى الظهور بمظهر الغبي حاول أن تطبق أفكارك عملياً قبل أن تعرضها على الآخرين ، أو ضع حججاً منطقية لإثبا ت أنها ستنجح . 
5. إذا كنت تكره التغيير تخيل تطبيق أمنياتك على الواقع لترى الفوائد التي ستجنيها منه . 
6. اتبع منحاً منهجياً صارماً للسيطرة على التعجل أو على نفاد الصبر . 
7. قلل من التوتر من خلال معالجة المشاكل بخطوات تمكنك من أن تديرها بشكل أفضل ، وإن لزم الأمر اطرح المشكلة جانباَ لفترة مؤقتة ، ثم عد إليها فيما بعد. 
8. إذا لم ترغب بالمجازفة حدد النتائج غير المحمودة المحتملة ، ثم ابحث عن طرق للحد ما أمكن من خطر حدوثها . 
9. إذا ظهر بأن مشكلة ما غير مثيرة للتحدي تخيل أقصى ما يمكنك أن تجنيه من فائدة إذا ما استخدمت معها حلاً جديداً. 

رابعاً : التفكير 
إن لدينا قدرات للتفكير ، ولكن المصدر الرئيسي للمعوقات التي تعترض حل مشاكلنا هو الكيفية التي نستخدم فيها القدرات ، وتشمل هذه المعوقات مايلي : 
• الافتقار إلى المعرفة أو المهارة في عملية حل المشكلة . 
• عدم كفاية التفكير الإبداعي . 
• الافتقار إلى المرونة في التفكير . 
• الافتقار إلى المنهجية في عملية التفكير. 

إن التدرب يزيد من سهولة استخدامنا للتفكير المرن أثناء حل المشكلة غير أن الاستراتيجيات التالية يمكن أن تفيدنا أيضاً : 
1- كن منهجياً واعمل بشكل منظم . 
2- انظر في الطريقة الأفضل لكل مشكلة . 
3- تدرب على استخدام الوسائل المساعدة المتنوعة لحل المشاكل . 
4- إذا لم تفهم لغة المشكلة أو إذا لم تملك المعرفة المناسبة لها اعمل مع شخص آخر لديه هذه المعرفة . 

من كتاب : كيف تنمي قدرتك على حل المشاكل